التاريخ الحقيقي للقهوة .. تعرف عليه!

Share This Post
Facebook
Twitter
LinkedIn
Telegram
WhatsApp
Pinterest

ربما مر علي سمعك قصة الماعز التي أكلت حبوب القهوة فكانت السبب في بزوغ فجر هذا المشروب العجيب .. لكن كيف انتقلت القهوة من الماعز .. إليك ؟

دعنا نتحدث قليلاً ..

يعتبر مشروب القهوة على اختلاف أنواعه من أهم المشروبات المنتشرة حول العالم في وقتنا الحاضر، نظرًا لمذاقه الممتع، ورائحته المنعشة، ولأنه يعتبر منبه عام لحواس الإنسان.

وعلى الرغم من مذاقه المر، إلا أنه لقى انتشار كبير في وقت قليل، نظرًا لمفعوله ولدوره الواضح في زيادة الانتباه واليقظة لكل من يشربه، وهو الأمر الذي جعل بعض رجال الدين الإسلامي والمسيحي كذلك في معارضة هذا المشروب في بداية الأمر وتحريمه في بعض الأوقات، وهو الأمر الذي زاد من شهرة مشروب القهوة حيث أنه كان مصدر جدل لفترة طويلة، وبعد اقتناع رجال الدين بأنه لا حرمانية من هذا المشروب جعل المشروب ينتشر أكبر، ويكون البن من أهم الصناعات والتجارة لعديد من الدول .

ويعتبر مشروب القهوة من الثقافات التي يشترك فيها العديد من السكان حول العالم، ولكن تاريخ ظهوره الأول يختلف من مكان لآخر.

الظهور الأول للقهوة

على الرغم من شهرة وانتشار مشروب القهوة في تاريخ معظم البلدان؛ إلا إن اكتشافه كان بالصدفة البحتة، ويرجع المؤرخون الظهور الأول للقهوة إلى القرن الخامس، وكان عن طرق أحد رعاة الأغنام في بلاد الحبشة، وتحديدًا في أثيوبيا؛ عندما وجد أغنامه يأكلون من نبات الكرز الأحمر، وهم في حالة من الاستمتاع والنشاط غير المسبوق، فغلبه فضوله وقرر أن يتناول بعض من هذه الحبات، وعلى الرغم من مرارته إلا أنه وجد نفسه في حالة من اليقظة والنشاط، ففرح بشدة لاكتشافه هذا، وقرر الذهاب به إلى الإمام محمد بن سعيد الذبحاني، وحكى له ما حدث فقرر الإمام أن يغلي بعض حبات الكرز في الماء، ثم أخذ يتناوله، فوجده مر للغاية، لكن مذاقه له جاذبية خاصة غير مسبوقة، والأهم أن المشروب جعله في حالة من الانتباه طوال الليل، فكان هذا هو الاكتشاف الأول لمشروب القهوة الذي سرعان ما انتشر خاصة بعد أن قام الإمام بتصديره إلى اليمن، فسرعان ما انتشرت تجارته وتعتبر اليمن وخاصة سكان “المُخا” هم مركز تجارة البن في العصر الحديث.

القهوة التركية

يرجع الظهور الأول للقهوة في تركيا إلى عام 1540م في عهد السلطان “سليمان القانوني” وكانت هذه هي الانطلاقة الأولى للقهوة في تركيا، وكان قد تم تقديم المشروب كهدية للسلطان عن طريق الوالي العثماني لليمن ” أوزدمير باشا ” ، فأعجب به السلطان بشدة، وهو الأمر الذي جعل العاملين في قصر الباب العالي يتفننوا في تحضيرها وتقديمها، فكانت أولى الطرق لتحضيرها أنهم أخذوا الحبوب وقاموا بطحنها ثم غليها وتقديمها في إبريق ذهبي خاص للمشروب، وهو الأمر الذي جعل السلطان يزداد عشقًا للمشروب هو وزوجته، لدرجة إنه تم استحداث منصب جديد في البلاط الملكي وهو منصب ” معد القهوة ” حيث يشرف على صنع القهوة وتقديمها للسلطان.

وبعدها وصلت القهوة على عامة الشعب الذين أحبوها بشدة، وفي عام 1544م تم افتتاح أول مقهى في إسطنبول عن طريق العرب السوريين في تركيا، المقهى الذي أصبح ملتقى للمثقفين والسياسيين في هذا الوقت، وسرعان ما زاد عدد المقاهي حتى وصل إلى 600 مقهى في عهد السلطان “مراد الثالث”، أما في عهد السلطان ” مراد الرابع ” فقرر السلطان تحريم القهوة وغلق المقاهي لأنه رأى أن المقاهي أصبحت أماكن تجمع السياسيين المعارضين لنظام حكم السلطان، فقرر إغلاقها وهو الأمر الذي لم يدم طويلًا، وبمرور الوقت أصبحت القهوة جزء هام وأساسي في ثقافة الشعب التركي .

 

الظهور الأول للقهوة في أوروبا

اختلف المؤرخون في الظهور الأول للقهوة في أوروبا، ويذهب الأكثر إلى أنه كان في عام 1615م حيث أحضرها تجار ” البندقية ” من ” إسطنبول ” لتكون هذه هي المرة الأولى التي يتم تقديم القهوة في أوروبا، وفي عام 1645م تم افتتاح أول مقهى في أوروبا بشكل عام .

ويذهب البعض الآخر إلى أنها ظهرت في أوروبا لأول مرة في جزيرة مالطا، بعد الحصار الذي فرضه فرسان القديس يوحنا، وأسرهم للمسلمين الأتراك المتواجدين هناك في ذلك الوقت، والذين كانوا يقومون بإعداد القهوة وبعض المشروبات التقليدية الأخرى، فأخذوها عنهم وانتشرت في باقي الأنحاء .

القهوة الإيطالية

ظهر مشروب القهوة للمرة الأولى في إيطاليا عن طريق الطبيب وعالم النبات “بروسبيرو ألبيني” حيث قام باستيراد القهوة إلى مدينة البندقية، وانتشر المشروب بسرعة كبيرة بين الأوساط الثقافية والمجتمعية، وفي عام 1763م كانت “البندقية” وحدها تحتوى على أكثر من 200 متجر لبيع القهوة، وانتشرت في العديد من المناطق الأخرى في إيطاليا .

أما عن مدينة “نابولي” والمعروفة اليوم “بمدينة القهوة” يعود ظهور القهوة فيها إلى عام 1614م عن طريق العالم الموسيقي بيترو ديلا فالي .

كما أنه تم اختراع أول وعاء لإعداد المُوخا “الموكا” على يد ” ألفونسو بياليتي” عام 1946م، هو الاختراع الذي لقى نجاح تجاري كبير في عدة سنوات، وجعل القهوة وصناعتها رمزًا في الثقافة الإيطالية.

القهوة الإنجليزية

يرجع ظهور القهوة في إنجلترا إلى القرن السادس عشر، وذلك كان عن طريق تركيا أيضًا، وسرعان ما انتشرت المقاهي في إنجلترا فبحلول عام 1675م كان هناك أكثر من 3000 مقهى حول إنجلترا، التي أصبحت ملتقى تجمع المثقفين وأصحاب التوجهات الدينية والسياسية، وكذلك للطبقات العامة .

القهوة الفرنسية

يرجع الفضل في ظهور القهوة في فرنسا إلى العرب المسلمين حسب ما ذكره ” أنطوان غالان” في مؤلفاته، وفي عام 1669م وصل “سليمان أغا” سفير السلطان ” محمد الرابع ” إلى فرنسا، ومعه كمية كبيرة من حبوب البن كهدية، فوصلت إلى القصر الملكي وأعجبوا بشدة بالمشروب، وبدأ انتشار القهوة بسرعة كبيرة في فرنسا والتي أصبحت في عصرنا الحالي مشروب أساسي في يوم الشعب الفرنسي.

القهوة البرازيلية  

يرجع الظهور الأول للقهوة في البرازيل إلى عام 1727م في ولاية “بارا” تحديدا، الولاية التي شهدت انتشارا واسعا لزراعة أشجار القبن، ومنها انتشرت إلى باقي الولايات، حتى وصلت إلى ريو دي جانيرو عام 1770م، وفي أواخر القرن التاسع عشر زاد الطلب الأمريكي والأوروبي على القهوة، فزادت زراعة أشجار البن، وفي وقت قصير أصبحت البرازيل تنتج حوالي 30% من الإنتاج العالمي للقهوة، وهو الرقم الذي ظل في زيادة حتى احتلت البرازيل المرتبة الأولى في إنتاج القهوة وتصديرها لأنحاء العالم حتى وقتنا الحالي.

إن مشروب القهوة لا يعتبر فقط مشروب مهم في حياة البعض، فقيمته تتعدى ذلك عند محبينه، فهو جزء أساسي في الحياة اليومية، على الرغم من مرارة مذاقها إلا أن لها طعم أحلى من العسل في قلوب من يعشقونها.
وكما قال نزار قباني: القهوة هي عجوز معمّرة، لها أحفاد برره يقبّلونها كل صباح ومساء وأنا أكثرهم برًا بها.

Share This Post
Facebook
Twitter
LinkedIn
Telegram
WhatsApp
Pinterest
See Other Posts

Contact us now!